أولا: مفهوم الأمن:
شعور الفرد أو الجماعة بالطمأنينة، وإشاعة الثقة والمحبّة بينهم، والقدرة على
الاستمرار في الحياة بسلام وأمان.
ثانيا: ضرورة الأمن وأهميّته في الإسلام:
الأمن نعمة عظيمة به قوام الحياة وأساس ازدهار المجتمع، ولأجل أداء الإنسان
وظيفته في الحياة يحتاج إلى توفر الأمن و حصول السكينة، لأنه بغير الأمن لا
تستقر الحياة. قال تعالى: (إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا
الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ)
(إبراهيم: 35).
وتظهر أهمية الأمن في:
- ازدهار الاقتصاد بإقبال النّاس على العمل.
- المحافظة على وحدة المجتمع واستقراره.
- تحقيق صفاء النفوس من الأحقاد والضغائن.
- نشر المحبة والتعاون بين النّاس.
- التقليل من الجرائم والانحرافات ومظاهر الفساد في المجتمع.
ثالثا: أنواع الأمن في القرآن الكريم:
1-الأمن الصحّي والنّفسي:
ويتمثل في تحقق العافية في البدن، والسكينة والطمأنينة في النفس، ولا يكون ذلك
إلا بالإيمان والعمل الصالح لقوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ
أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (النحل:
97). فالإعراض عن طاعة الله يسبب القلق والضيق. قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ
عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَعْمَى) (طه: 124) ولقوله صَلَّى اللهُّ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَصْبَحَ
مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ
يَوْمِهِ، فَكَأَنهمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) (واه البخاري).
2-الأمن الاقتصادي:
بوجود الأمن في قلوب الأفراد وفي المجتمع، تأتي الخيرات والبركات، ويقع ازدهار
اقتصادي، وتقع حركة نشيطة في التجارة، وبغيابه يعم الفقر والبطالة. قال تعالى:
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم
بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) (الأعراف: 96).
3-الأمن الاجتماعي والأسري:
ويتحقق هذا النوع من الأمن بتماسك الأسرة ووحدة المجتمع من خلال التمسك بأحكام
الإسلام التي تحقق العدل وتمنع وقوع الظلم، قال الله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي
الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ
دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ
أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ
ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور: 55).
رابعا: مقوّمات الأمن في القرآن:
- تقوية الصلة بالله بالانقياد لأوامره الله واجتناب نواهيه مما يحقق السكينة والطمأنينة النفسية.
- التحلي بالأخلاق الفاضلة بالالتزام بالقيم والفضائل التي تنشر الثقة والمحبة بين الناس.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن ذلك يمنع وقوع الظلم والتعدي على حرمات الله وحقوق الناس.
- احترام النظام العام والآداب العامة مما يحقق الأمن والسكينة في المجتمع ويمنع الفوضى.
- نشر العلم النافع ليتحقق الأمن الفكري الذي يمنع الوقوع في الانحرافات الفكرية كالتطرف والغلو.
خامسا: الأحكام والفوائد المستخلصة:
قال الله تعالى:
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ
الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ
سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 71).
أ-الأحكام الشرعية:
- وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- وجوب إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.
ب-الفوائد:
- الدعوة إلى التكافل بين المؤمنين لتحقيق الأمن الاجتماعي.
- بيان أهمية الصلاة والزكاة في الإسلام.
