أوّلا: تعريف السنّة:
أ-لغة:
هي الطريقة، السيرة والعادة.
ب-اصطلاحا:
هي ما ورد عن النبي صلى الله عليه
وسلم من قول أو فعل أو تقرير.
ثانيا: الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي والحديث النبوي:
معنى الحديث القدسي:
هو كل حديث يضيفه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى.
وطريقة روايته أن يقال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه)، أو يقال: (قال الله تعالى فيما يرويه عنه النبي صلى الله عليه وسلم).
1-الفرق بين القرآن والحديث القدسي:
- القرآن معجزة محفوظ من التغيير ومتواتر اللفظ والمعنى بخلاف الحديث القدسي.
- القرآن متعبد بتلاوته ويصلى به دون الحديث القدسي.
- القرآن لفظه ومعناه من الله، أما الحديث القدسي فمعناه من الله واللفظ للنبي صلى الله عليه وسلم.
- القطعة من القرآن تسمى آية بخلاف الحديث القدسي.
- تجوز رواية الحديث القدسي بالمعنى أما القرآن فلا يجوز ذلك.
2-الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي:
- الحديث القدسي ينسب إلى الله تعالى، أما الحديث النبوي فلا ينسب.
-
تعتبر الأحاديث القُدسية من السنة القولية؛ لأّن معناها من الله تعالى، ولفظها من الرسول عليه الصلاة والسلام، والأحاديث النبوية هي قول الرسول صلى الله عليه وسلم، وما ورد عنه من أفعال وتقرير.
- تختلف الأحاديث النبوية عن القدسية من حيث العدد؛ فإّن عدد الأحاديث القُدسية قليل مقارنة مع عدد الأحاديث النبوية.
ثالثا: حجّيّة السنّة النبوية الشّريفة:
هي المصدر الثاني للتشريع وحجة لثبوت الأحكام ولا تجوز مخالفتها، لقوله
تعالى: (وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا) (الحشر: 07).
ولقوله صلى الله عليه وسلم: (تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا
كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ) (رواه مالك).
وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم بوجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
واتباعها.
رابعا: منزلة السنة من القرآن الكريم ومكانتها في التشريع:
السنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن، وهي خادمة له من عّدة وجوه:
- تأتي مؤكدة لما جاء فيه: مثل قوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم) تأكيدا لقوله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة) (الحجرات: 10).
- مبينة لمجمله: مثل قوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) (رواه البخاري)، فيه تبيين لمعنى الصلاة الذي جاء مجملا في القرآن.
-
مخصصة لعامه: مثل منع الولد القاتل من الميراث.
- مقيدة لمطلقه: مثل تحديد المقدار المالي الذي تقطع فيه يد السارق، في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تقطع اليد في ربع دينار فصاعدا) (متفق عليه)، وربع دينار = 1 غرام ذهب تقريبا.
- منشئة لأحكام جديدة: وذلك أنّها تأتي بأحكام لم ترد فيه، مثل: توريث الجدة السدس، وتحريم لبس الذهب والحرير للرجال...إلخ.
خامسا: أقسامها وأنواعها:
1-باعتبار المتن:
أ.السنة القولية:
هي أقوال النبي
صلى الله عليه وسلم
مثل: (بني الإسلام على خمس) (راوه البخاري وسلم).
ب.السنة الفعلية (العملية):
هي ما صدر عنه
صلى الله عليه وسلم
من أفعال والتي نقلها لنا الصحابة، مثل: كيفية أداء الصلاة، وكيفية وضوئه، وأدائه لمناسك
الحج...
ج.السنة التقريرية:
وهي كل ما أقره النبي مما صدر عن بعض أصحابه من أقوال وأفعال، بسكوت منه
وعدم إنكار، أو بموافقته وإظهار استحسانه وتأييده. مثل: ما روي عن خالد بن
الوليد رضي الله عنه: (حينما أُكِلَ الضب على مائدة النبي صلى الله عليه
وسلم، ولم ينكره.
قال خالد رضي الله عنه: فاجتررته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم
ينظر) (رواه البخاري ومسلم).
2-باعتبار السّند:
أ.السنّة المتواترة:
هي ما رواه جمع عن جمع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحيث يمتنع اتفاق
جميعهم على الكذب، مثل: كيفية وضوئه وصلاته.
ب.السنة الآحاد:
هي ما رواها عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم آحاد لم يبلغوا عدد التواتر، كأن رواها واحد أو اثنان فصاعدا دون أن تبلغ
التواتر في العصور الثلاثة الأولى.
سادسا: تدوين السنّة النّبويّة:
أ. مراحل تدوين السنّة:
1-في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
نهى صلى الله عليه وسلم عن كتابة الحديث في عصره خشية اختلاطه بالقرآن، وحتى
لا ينصرف الصحابة إلى سنته ويتركوا القرآن. فقال صلى الله عليه وسلم: (لا
تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ)
(رواه مسلم).
2-في عهد الصحابة رضي الله عنهم:
لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وجمع الصحابة القرآن في مصحف واحد،
تفرغوا بعد ذلك لكتابة الحديث، وكانوا يتناقلونه رواية (مشافهة).
3-في عهد التابعين رضي الله عنهم:
بقي الناس يتناقلون السنة مشافهة إلى زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز -رحمه
الله- حيث كتب إلى الإمام الزهري -رحمه الله- يطلب منه تدوين السنة.
4-في عهد تابعي التابعين رضي الله عنهم: تميزت هذه المرحلة بالجمع والترتيب وإفراد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتصنيف، حيث بلغ التدوين ذروته في نهاية القرن الثالث الهجري، وأُلفت في هذه المرحلة أشهر مدونات السنة النبوية.
ب- أشهر مدّونات السنّة النبويّة:
نماذج خرائط لرحلات أئمة الحديث
بعض أغلفة كتب الحديث
